علمي طفلك على القصص العلمية . إقرئي له القصص قبل النوم _قصة الشمس المريضة

تخرج الشمس إلينا  كل يوم لتنير لنا الأرض وتشع بها البهجة ويكون خروجها إذانًا ببدء العمل والنشاط، ولكن في أحد الأيام عندما اشرقت الشمس كان يبدو عليها أنها لا تتوهج بالشكل المعتاد بل تبدو باهتة، وكان الطفل سالم يلاحظ ذلك فلاحظ هذا البهوت بها، فتوجه إليها ولكن دون أن ينظر إليها حتى لا يتعرض للأذى فقد تعلم في المدرسة أن النظر بشكل مباشر إلى الشمس يمكن أن يؤذي العين وبدأ يسألها عما بها ويستفسر عن حالها.

فردت عليه الشمس وكان يبدو عليها الهم والحزن والإحباط وهى تخبره أنها اليوم عندما همت بالاستيقاظ نظرت إلى نفسها ولاحظت كم تجتهد وتتعب على مدار الآلاف من الاعوام، ورغم كل ما تمر به من مجهود وتعب فلا يوجد من يقدر هذا التعب ويقدرها التقدير المناسب فأحست بالتعب والإجهاد والشيخوخة والمرض وبدأت تتمنى أن ينطفئ نورها وتخبو وتستريح من هذا الجهد.

شعر سالم بالإشفاق على حال الشمس مما تمر به وبدأ يشع روح الامل في الشمس وهو يخبرها أن من لم يدرك تعبك ومجهودك فالجميع يحبك عزيزتي الشمس الجميلة، حتى أنهم كتبوا فيكي القصائد التي مجدتك وعددت فوائدك علينا والقصص التي تتخذ منك العبرة والعظة، كما أنه تم ذكرك في القرآن 33 مرة صريحة باسم الشمس ومرتان باسم مستعار لكي وسرد عليها بعض الآيات التي جاء بها ذكرها وذكر فوائدها وأهميتها.

قال تعالي ” هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ ﴿٥ يونس﴾”

وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ﴿٢ الرعد﴾

وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ﴿٣٣ ابراهيم﴾

وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ﴿١٣٠ طه﴾

وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ﴿٤٥ الفرقان﴾

تأثرت الشمس بما قاله الطفل سالم فبدأ تتوهج بشكل براق وتستعيد بعضًا من بريقها الأخاذ وهى تشكر الطفل سالم وتبلغه أن يشكر الناس على حبهم لها وهى تشكر الله على ما انعم به عليها، ولكنها عادت للإحباط وهى تقول يا صغيري أنا امل فانا اعمل دون انقطاع مما اعاد الشمس إلى البهتان مرة اخرى، فتحدث سالم هذا يعود لأهميتك ايتها الشمس العزيزة فبدون شعاعك الوهاج تموت الارض وتتجمد وتموت الحياة عليها مما جعلك واحدة من اهم مخلوقات الله، وحتى أن هناك من القدماء من قدسوك وجعلوا منك إله يعبدوه نظرًا لإحساسهم بمدى اهميتك ودورك الكبير في الحياة.

قالت الشمس يا عزيزي ما انا إلا مخلوق من مخلوقات الله في كونه الشاسع وكثيرًا ما اغضبني ما رأيت من كفر البعض بالله وشركهم به وقد ألهمني الله أن اصدر اشعتي بمقدار محسوب فزيادته تحرق الارض وتفنيها كما قلته أيضًا وبدأ الأمل يدب من جديد في كلماتها وتستعيد بريقها شيئًا فشيئًا.

فرح سالم باستعادة الشمس روح الامل بها وبدأ يعدد اهميتها وفوائدها ومدى تقدير الناس لها فحدثها عن أحد الطلاب العرب الذي كانت رسالته العلمية تدور تحت عنوان الشمس في الشعر الجاهلي وفي النهاية اخبرها يا عزيزتي لو ظللنا نعدد فوائدك ومنافعك لما انتهينا، وهنا تخلصت الشمس تمامًا من كل ما يصيبها بالهم والغم ويؤثر على توهجها فاستعادت بريقها المعتاد وشكرت الطفل سالم وشكرت الله على ما انعم به عليها وأخبرت الطفل بأنها ستقدم له مكافأة على معروفه معها بأنه لن يشعر بالحر ابدًا فسعد الطفل بما قالته الشمس ولكنه طلب منها أن تعامله كما باقي الناس فهو يحب أن يعيش الحياة بكل ما فيها يشعر بالبرد والحر، فضحكت الشمس وأخبرته أن لك ما يريد ايها الولد النجيب مما افرح سالم كثيرًا ان اطلقت عليه الشمس الولد النجيب